رسميا..وداعا سوق اللويزية الشهير

بعد مرور أربعين سنة على تأسيسه، يقترب سوق “اللويزية” بالمحمدية من نهايته. فقد تم الإعلان عن أن يوم الأحد القادم، الموافق 29 دجنبر 2024، سيكون آخر يوم لعمل السوق، وفقاً لما أعلنه باشا باشوية بني يخلف خلال اجتماع عقد بمقر الباشوية بينه وبين مجموعة من الباعة والنقابيين. يأتي هذا القرار تنفيذًا لقرار صادر عن المجلس الجماعي لبني يخلف، الذي صادق على إزالة السوق بشكل نهائي، حيث حدد أول يناير 2025 كآخر أجل لوجوده في المنطقة.

الاجتماع، الذي حضره أيضًا ممثلون عن جماعة بني يخلف، شهد مناقشات ساخنة بين الباعة وباشا المنطقة، حيث تم التأكيد على أن أي محاولة لفرض واقع السوق بعد التاريخ المحدد ستكون مرفوضة، وسيتم التعامل معها بالقوة عبر تسخير القوات العمومية لحصار الطرق المؤدية للسوق. الباشا أوضح أن البديل للسوق ليس من اختصاصه مباشرة، بل من اختصاص جهات أخرى لم يتم تسميتها، مما دفع الباعة إلى التواصل مع رئيس جماعة سيدي موسى المجدوب لعقد اجتماع معهم لمناقشة إمكانية نقل السوق إلى أرض تابعة لجماعتهم.

وأكد مصدر من جماعة بني يخلف أن هناك اتفاقية بين جماعة سيدي موسى المجدوب وبني يخلف أبرمت قبل أربع سنوات، تقضي بنقل السوق إلى أرض بالقرب من المدرسة الفلاحية في جماعة سيدي موسى المجدوب، وهو المشروع الذي رصدت له وزارة الداخلية ميزانية تقدر بحوالي ملياري سنتيم، حيث سيساهم في تمويله كل من جماعة بني يخلف، التي تخلت عن جزء من حصتها من الأرباح لتسريع إنجاز المشروع، وجهة الدار البيضاء سطات، ومجموعة من الأطراف المعنية الأخرى.

بالرغم من هذه الجهود، يبقى السؤال قائمًا: هل سيتحقق هذا المشروع في موعده؟ أم ستظهر عراقيل تؤخر تنفيذه؟ في كل الأحوال، لن يكون هناك مكان لسوق “اللويزية” في المنطقة بعد نهاية العام الحالي، مما يشكل ضربة قوية للباعة الذين كانوا يعتمدون عليه مصدر رزقهم. من ناحية أخرى، يعتبر هذا القرار خبرًا مفرحًا بالنسبة للسكان المحليين في بعض الأحياء مثل تجزئة بامحمد والعراقي والسويلبات، الذين عانوا طوال السنوات الماضية من ازدحام وضجيج السوق، الذي كان يغلق الطرقات والشوارع المؤدية إلى منازلهم، ويجعل من حياتهم اليومية مصدر إزعاج دائم.

لقد تسبب السوق أيضًا في مشاهد غير لائقة من قبيل تصرفات الباعة وبعض الزوار الذين كانوا يقضون حاجاتهم في الأماكن العامة لغياب المرافق الصحية، بالإضافة إلى تراكم أكوام من النفايات التي تركها السوق وراءه. لذا، يعتبر البعض أن إغلاق السوق نهاية للعديد من المشاكل الاجتماعية والبيئية التي كانت تؤرق المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *