من هو بنشعبون الرجل القوي الجديد لاتصالات المغرب؟

من يكون محمد بنشعبون.. الرجل الجديد القوي في إدارة اتصالات المغرب؟
بورترييه
جسد تعيين محمد بنشعبون رئيسا لمجلس إدارة اتصالات المغرب رغبة واضحة في القطيعة مع أسلوب إدارة سلفه، عبد السلام أحيزون، الذي لم يضر فقط بصورة الفاعل الاتصالاتي التاريخي، بل سعى أيضا بكل الوسائل لفرض هيمنته الفعلية على باقي الفاعلين في السوق، مما أعاق تطور قطاع الاتصالات والخدمات الرقمية في المغرب.
يبلغ محمد بنشعبون من العمر 63 عاما، ومن المنتظر أن يترك منصبه كمدير عام لصندوق محمد السادس للاستثمار لينتقل إلى رئاسة مجلس إدارة اتصالات المغرب، التي تعد ثاني أكبر رأسمال مدرج في بورصة الدار البيضاء.
يأتي هذا التعيين في الوقت المناسب، إذ يحيي الآمال في إعادة الشركة إلى المسار الصحيح، خاصة بعد أن تعرضت خلال فترة أحيزون، المدافع الشرس عن الاحتكار، لغرامات قياسية بسبب انتهاكها المتكرر لقواعد المنافسة.
يمتلك بنشعبون معرفة واسعة بالمؤسسة، حيث شغل منصب المنظم الرئيسي لقطاع الاتصالات في المغرب لمدة 54 شهرا.
كما أنه، خلال فترة توليه وزارة الاقتصاد والمالية (2018-2021)، كان يتابع عن كثب تطورات اتصالات المغرب، التي كان للدولة حصة فيها بلغت 30% قبل أن تنخفض إلى 22% بعد بيع 8% من رأسمالها عام 2019.
يُعد بنشعبون الشخصية الأنسب لفتح صفحة جديدة وإقامة علاقة متوازنة بين المشغل التاريخي وبقية الفاعلين في قطاع الاتصالات بالمغرب.
وباعتباره مسؤولا رفيع المستوى في الدولة، سيعرف كيف يحقق التوازن بين السعي المشروع لتعظيم الأرباح والحاجة الملحة إلى سد الفجوة الرقمية بين المناطق المختلفة وتحديث البنية التحتية التكنولوجية.
يحمل بنشعبون شهادة من المدرسة الوطنية العليا للاتصالات بباريس، وعُين من قبل الملك، في شتنبر 2003، مديرا عاما للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات(ANRT)، وهو المنصب الذي شغله حتى فبراير 2008، حين عينه الملك مرة أخرى رئيسا ومديرا عاما للبنك الشعبي المركزي (BCP).
وقبل ذلك، شغل عدة مناصب قيادية، من بينها إدارة القطاع الصناعي لمجموعة « ألكاتيل ألستوم » بالمغرب. كما كان عضوا نشطا في العديد من الجمعيات والمؤسسات، حيث تولى رئاسة الاتحاد الدولي للبنوك الشعبية من 2012 إلى 2015، ورئاسة شبكة « فراتل » الفرانكفونية لتنظيم قطاع الاتصالات بين عامي 2005 و2006.
كما أنه عضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (CESE) وعضو في مجلسي مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
وفي أبريل 2010، كرم الملك محمد بنشعبون بمنحه وسام العرش من درجة فارس.