سيتكومات ومسلسلات رمضان نفس الوجوه تتكرر

 

اعتاد المغاربة جمهورا أو نقادا فنيين الحديث في شهر رمضان عن الدراما الرمضانية الوطنية، حيث يعتقد كما لو أننا بصدد اكتشاف عالم التلفزيون لأول مرة.

والملاحظ هو تكرار نفس الوجوه والأفكار والانتقادات على مدى سنوات، إلا بخصوص أعمال فنية قليلة.

عادة، القنوات العمومية تختفي وراء نسب المشاهدة المفترى عليها، ذلك أن الأسر المغربية ألفت خلال هذا شهر شهر رمضان تناول وجبة الفطور أمام شاشة تلفزيونها الوطني لمتابعة الدراما المحلية، ومن ثم الإقبال لا يعني الرضى أو الإعجاب مطلقا.

نفس الوجوه تعود كل سنة ونفس التعذيب النفسي الممارس على المشاهد، في منافسة شديدة على ضعف المستوى الفني، وبالتالي البحث عن عائدات الإشهار التي تتخلل البرامج، في مؤامرة واضحة على استبعاد باقي مكونات البرمجة التلفزيونية (برامج سياسية، حوارات، روبورتاجات أو تحقيقات اجتماعية)، وكأنه في رمضان يجب أن تتوقف السياسة وغيرها، وأن يستقيل التلفزيون من الانشغال بكل القضايا الوطنية الأساسية.

فالحاكمون في التلفزيون يرون أن المواطن المغربي الذي قضى يومه بعيدا عن “شهوات البطن والفرج”، يستحق

أن يقطع صيامه ببرامج فكاهية من خلال كاميرا خفية أو سيتكومات مبتذلة؛ بدون مضمون ولا تقول شيئا.

كما يمنحنا هذا الشهر الكريم التساؤل عن الكواليس المظلمة لواقع الإنتاج الخارجي والعلاقة مع الشركات العاملة في هذا المجال، حيث يتم تدبير ميزانيات بمبالغ طائلة، بعيدا عن أية محاسبة، كشف عن جزء منها الممثل محمد مفتاح حين تحدث بوجه مكشوف وصوت مسموع عن الرشاوي التي تقدم من طرف بعض المنتجين لقبول أعمالهم الدرامية، ولا أحد قام بالرد عليه أو نفي كلامه الواضح عن تفشي الفساد داخل التلفزيون العمومي.

ومع دخول رمضان 2025، وبإطلالة على الدراما المقترحة على المشاهد المغربي، الملاحظة التي تفرض نفسها هي عودة نفس الوجوه مما يوحي بتكرار نفس المضامين الفارغة، وكأن المغرب الذي أنجب على مدى سنوات مبدعين في مختلف المجالات الفنية أصبح عاقرا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *