شركة فرنسيةتبيع خرفانا كاملة عكس التوجيهات الملكية

في خطوة أثارت موجة من الغضب الشعبي والإعلامي، وزّعت مجموعة “كارفور” الفرنسية منشورات دعائية في عدد من أحياء مدينة الدار البيضاء، تعلن من خلالها عن توفر خرفان كاملة للبيع داخل متاجرها، تحت شعار: “خروف كامل متوفر بمتاجركم كارفور”.
📌 توقيت مثير للجدل… وسياق حساس
جاء هذا الإعلان في ظرف وطني استثنائي، بعد دعوة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، إلى إلغاء شعيرة الذبح لفائدة الأسر غير القادرة على اقتناء الأضحية، نظراً للأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها البلاد، وتدهور القطيع الوطني بفعل الجفاف والظروف المناخية الصعبة.
ردود الفعل الشعبية كانت سريعة وحادة، إذ عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد مما وصفوه بـ”الاستفزاز لمشاعر المغاربة”، و”الاستهانة” بنداء التضامن الذي أطلقه الملك.
ورأى البعض أن الإعلان يتجاوز كونه مجرد عرض تجاري، ليُصبح ـ بحسب تعبيرهم ـ “اختراقاً رمزياً” لموقف وطني جامع يدعو إلى الحكمة والتبصر في مواجهة الأزمة.
🧭 تسليع الأضحية أم مساس بالرموز؟
عدد من المراقبين اعتبروا تصرف “كارفور” مثالاً على “التسليع المبتذل لشعيرة دينية” تحمل دلالات روحية واجتماعية عميقة في وجدان الشعب المغربي.
وتحول الأضحية، من هذا المنظور، إلى منتوج تجاري خاضع لمنطق السوق والعرض والطلب، في تجاهل تام لخصوصية المناسبة وقدسيتها لدى المواطنين.
🕒 توقيت الإعلان، وطريقة تسويقه، يثيران بدورهما الكثير من التساؤلات حول مدى احترام الشركات الأجنبية لقيم المجتمع المغربي، ومدى التزامها بمبادئ المسؤولية الاجتماعية خاصة في فترات الأزمات.
📣 دعوات للمقاطعة ومطالب بتدخل رسمي
الغضب الشعبي امتد إلى بعض الفاعلين في المجتمع المدني، الذين أطلقوا دعوات مفتوحة لمقاطعة متاجر “كارفور”، مطالبين في الوقت ذاته السلطات المختصة بالتدخل لفرض ضوابط واضحة تنظم الأنشطة التجارية المرتبطة بالمناسبات الدينية والوطنية.
كما طالب هؤلاء بوضع ميثاق أخلاقي ملزم، يحدد حدود تدخل الشركات الأجنبية والمحلية على حد سواء في الشأن الديني والثقافي، منعًا لأي مساس بمشاعر المواطنين أو استغلال المناسبات ذات الطابع الرمزي.
⚖️ مجتمع تضامن أم سوق بلا ضوابط؟
الجدل الذي أثارته منشورات “كارفور” يعكس توتراً عميقاً داخل المجتمع المغربي، الذي يجد نفسه اليوم أمام معادلة صعبة: الحفاظ على التقاليد والمقدسات، مقابل مواجهة ضغوط الواقع الاقتصادي المتدهور.
وفي غياب توضيح رسمي من الجهات المعنية، تبقى هذه الواقعة نقطة تحول رمزية في موسم عيد غير مسبوق، حيث يتقاطع فيه السوق بالسيادة، والتدين بالاستهلاك. وهو ما يعيد فتح النقاش حول ما إذا كنا نريد أن نكون مجتمعًا للتضامن والمبادئ، أم مجرد سوق مفتوحة بلا قيم ولا ضوابط.