جريدة لوموند..بين الاستقصاء المزعوم والبروباغندا الرخيصة

جريدة لوموند.. بين الاستقصاء المزعوم والبروباغندا الرخيصة
بعد أن استنفدت أسطوانة الأقلام الإسبانية المأجورة:
icembrero, fcarrionmolina, sonietamb, Alilmrabet
ها نحن أمام نفس المسرحية لكن بوجوه أخرى:
FrdricBobin, ChristopheAyad
سلسلة من 6 مقالات تعيد نفس ما كتب على امتداد السنوات الخمس الماضية: نفس المزاعم، نفس “المصادر المجهولة”، نفس الخطاب المعاد تدويره واجتراره.. بل ونشرت ضمن خانة “المحتوى الممول” على موقع lemonde.fr فهل يحتاج “التحقيق الاستقصائي” إلى تمويل خاص؟ وهل من الطبيعي أن يتصدر مقال عن “العرش المغربي” قائمة الأكثر قراءة في ظرف أقل من 24 ساعة، متجاوزا جرائم بشعة داخل فرنسا؟
الحقيقة واضحة: لسنا أمام تحقيق صحفي، بل أمام حملة سياسية ونفسية مدفوعة الأجر.. الهدف: زرع الشك بين المواطن ومؤسساته، وضرب الشرعية الدينية والدستورية للعرش عبر التكرار الممل لنفس الأسئلة حتى تبدو وكأنها حقائق. وكما يقول المصريون: “الزن على الودان أمر من السحر”.
والمثير أن نفس الأسماء التي “لمعت” قبل أسابيع صورة المجرم الفار #مهدي_حيجاوي، هي ذاتها التي أفاضت اليوم في كتابة سلسلة عن #المغرب. بل إن نفس الصحفيين أجريا قبل سنة تقريبا حوارا مع الأمير هشام نشر في لوموند (23 نونبر 2024)، تتقاطع مضامينه مع ما ورد في المقال الأول من السلسلة الجديدة: “ملكية تنفيذية بلا ديمقراطية”، “سلطوية موسعة بعد 2011″… صدفة؟ أم أجندة جاهزة يتم تسويقها بأقلام متناوبة؟
الأغرب أن جزءا من هذه الأسماء سبق أن انكشف ارتباطه بتمويلات سخية، تحت غطاء “مراكز بحث”، “مواقع مغمورة”، و”إصدارات كتب”… بأرقام فلكية وصلت إلى 90 مليون! ما نراه اليوم ليس إلا حلقة جديدة من نفس السيناريو القديم؟ بروباغندا متواصلة، تعيد تدوير نفس الخرافات بالفرنسية بعد أن استهلكت بالإسبانية. وعندما يخفت الصدى الإسباني، ترفع النغمة الفرنسية، وغدا ربما بالألمانية أو الإنجليزية… أما الهدف فلا يتغير: التشويش على الشرعية والاستقرار الذي يزعج خصوم المغرب.. أما المغرب الحقيقي، فقد تم طمسه عمدا: من ورش الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، إلى مشاريع الطاقات المتجددة والبنية التحتية الكبرى. كل ذلك جرى إقصاؤه لصالح “رواية أزمة” مصطنعة، مليئة بالقصص الروائية ومفرغة من أي وقائع دامغة.
باختصار: نحن أمام بروباغندا رخيصة بأقلام مأجورة، وليست أمام صحافة استقصائية. المغرب أقوى من هذه المحاولات، ومؤسساته أرسخ من أن تهزها مقالات معلبة تكتب عند الطلب وتنشر لمن يدفع أكثر.