زيارة تبون لتندوف تثير السخرية
زيارة الرئيس الجزائري إلى تندوف، التي أُعلن عنها منذ عدة أسابيع وتم تأجيلها عدة مرات، تمت يوم الخميس 30 نونبر ولم يتم الكشف عنها إلا في اللحظة الأخيرة. تفادى عبد المجيد تبون أولا مدينة تندوف وسكانها، مفضلا تدشين مشروع قد لا يرى النور يتعلق باستغلال الحديد وخط سكة الحديد المستقبلي، الذي من المفترض أن ينقله إلى مسافة تزيد على ألف كيلومتر باتجاه بشار. وفي تندوف، حيث أمضى بضع ساعات فقط، حيث استقبل استقبالا على المقاس مع هتافات تمجد الطغمة العسكرية: « الجيش، الشعب، خاوة خاوة ».
منذ أن فرض في منصب رئيس الجمهورية من قبل قائد الجيش الراحل أحمد قايد صالح في دجنبر 2019، هذه هي المرة الثانية فقط خلال أربع سنوات في السلطة التي يقوم فيها عبد المجيد تبون بزيارة رسمية إلى ولاية خارج الجزائر العاصمة. ولكن على عكس جولته الأولى، التي قام بها في أكتوبر الماضي في ولاية الجلفة حيث استقبله حشد من الجنود « المختارين بعناية » وعائلاتهم، استقبل الرئيس الجزائري، الذي كان محاطا كالعادة بالجنرال سعيد شنقريحة، رئيس الأركان، باستعراض الجيش لقوته.
ووصفت هذه الزيارة، وهي زيارة سريعة استمرت بضع ساعات فقط، والتي كان البعض يعتقد أنها قد ألغيت لأسباب أمنية وخشية من الشعارات المناهضة للنظام، بأنها « زيارة عمل وتفقد »، دون أدنى إشارة إلى مواطني هذه الأرض البعيدة والمتخلى عنهم، إذ أنه من المفترض أن يأتي تبون ويستمع إليهم للوقوف على همومهم واحتياجاتهم، خاصة أنه دخل بالفعل في الحملة الانتخابية بهدف الترشح لولاية رئاسية ثانية.