أشبال المغرب يكتسحون نجوم أمريكا

اكتسح المنتخب المغربي لأقل من عشرين سنة نظيره الأمريكي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في مباراة مثيرة أُقيمت مساء الأحد بملعب سانتياغو ضمن منافسات كأس العالم للشباب المقامة حاليًا بالشيلي، ليحجز أشبال الأطلس بطاقة العبور إلى نصف النهائي عن جدارة واستحقاق.

وسجّل ثلاثية المنتخب المغربي كلٌّ من ياسر زابيري في الدقيقتين 31 و62، وجسيم ياسين في الدقيقة 87، فيما جاء الهدف الأمريكي الوحيد من ركلة جزاء نفذها كول كامبل في أواخر الشوط الأول. وقدّم المغاربة عرضًا قويًا جمع بين الانضباط التكتيكي والفعالية الهجومية، جعل الجماهير المحلية في سانتياغو تُصفّق لأداء الفريق حتى بعد صافرة النهاية.

ودخل أشبال الأطلس اللقاء بثقة عالية واندفاع هجومي واضح، إذ نجح الثلاثي زابيري–ماعما–خالفي في تشكيل ضغط متواصل على الدفاع الأمريكي منذ الدقائق الأولى. ومع حلول الدقيقة الحادية والثلاثين، مرّر عثمان ماعما كرة دقيقة داخل منطقة العمليات، تابعها زابيري بلمسة ساحرة في الشباك، معلنًا عن هدف السبق. غير أن المنتخب الأمريكي عاد في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول بفضل ركلة جزاء ترجمها كول كامبل بنجاح، لينتهي النصف الأول على نتيجة التعادل هدف لمثله.

في الشوط الثاني، فرض المغرب إيقاعه من جديد بفضل تألق لاعبي الوسط ناعيم بيّار وياسين خالفي، اللذين ساهما في السيطرة على الكرة وبناء هجمات منسقة من الخلف. وتمكن زابيري من إضافة الهدف الثاني مستغلًا خطأ دفاعيًا فادحًا في صفوف الأمريكيين، قبل أن يختتم البديل جسيم ياسين المهرجان بهدف ثالث في الدقيقة السابعة والثمانين إثر هجمة مرتدة خاطفة أربكت الحارس الأمريكي الذي خرج من مرماه بلا تركيز.

وتألّق الحارس يانيس بنشاووش في أكثر من مناسبة، خصوصًا عندما تصدى لتسديدة قوية من كامبل في الدقيقة 65، فيما أظهر المدافعان إسماعيل باوف وعلي معمار تماسكًا دفاعيًا كبيرًا مكّن المنتخب من صدّ معظم الكرات الهوائية الخطيرة. المدرب الوطني أدار المباراة بذكاء تكتيكي واضح، مفضلاً الواقعية الدفاعية والتدرج في الهجمات بدل المغامرة الهجومية غير المحسوبة.

وبهذا الفوز، يؤكد جيل الشباب المغربي أنه يسير بخطى ثابتة نحو كتابة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم الوطنية، بعدما أظهر مستوى راقٍ وإصرارًا لافتًا على مقارعة مدارس كروية عريقة. ويعتبر الانتصار على الولايات المتحدة بثلاثة أهداف لهدف إعلانًا رسميًا عن ميلاد جيلٍ جديد من المواهب المغربية القادرة على رفع راية الوطن عاليًا في المحافل الدولية القادمة