بعد الحملة..الحكومة تستسلم للوبيات المحروقات
بعد حملة استمرت لشهور تطالب بخفض أسعار المحروقات هناك سؤال محوري، يؤطر النقاش العمومي في المغرب اليوم، هو أن جميع دول العالم أعلنت انخفاضا في أسعار المحروقات، واتخذ بعضها إجراءات مختلفة لرفع المعاناة عن المواطنين، بما في ذلك خفض نسبة الضريبة كما حدث في فرنسا، أو تقديم خدمات نقل مجانية على القطار كما حصل في إسبانيا، أو تدخل السلطة بخطاب صارم ضد شركات المحروقات التي تستغل الأزمة لتحقيق أرباح فاحشة على حساب المواطنين كما حصل في كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فماذا وقع بالمغرب؟ لاشيء.
بعض الخبراء في المجال الاقتصادي، أجروا العمليات الحسابية التي تستحضر جميع المكونات التي تحدد تركيبة السعر، وانتهوا في خلاصاتهم إلى وجود اغتناء غير مشروع لشركات المحروقات باستغلال أزمة ارتفاع أسعار المحروقات.
المعارضة السياسية، تبنت خطابين اثنين، ركزت في الأول، على عجز الحكومة عن اتخاذ أي إجراءات جدية لرفع المعاناة عن الناس، والاستسلام الكلي للوبيات شركات المحروقات، وتعزيز الشكوك حول وجود تضارب مصالح، وانتقدت في الخطاب الثاني عدم وجود أي تواصل من جهة الحكومة، حتى يتم شرح المعطيات بالأرقام، للمواطنين، ولم لا يتم إجراء مناظرات حول سعر المحروقات، حتى يتضح إن كان هناك فعلا تضارب مصالح؟ أم أن تركيبة السعر المعمول بها في المغرب هي ما يفسر ارتفاع الأسعار في هذا المناخ الدولي المشحون بالحرب الروسية على أوكرانيا.