زاكي الخفة سيتكوم احترم ذكاء المغاربة وسط ثخمة الإنتاجات
زاكي الخفة سيتكوم احترم ذكاء المغاربة وسط ثخمة الإنتاجات
سعد بنشقرون
بعد مرور خمسة أيام من الشهر الكريم يبقى من الصعب القيام بتقييم موضوعي لكل البرامج المقدمة خلال شهر رمضان الحالي دون مشاهدتها جميعها من أول الى آخر يوم من أيام هذا الشهر الفضيل، لكن هذا لا يمنع من ابداء ملاحظات أولية على عينة من السيتكومات التي تحترم ذكاء المشاهد وتخاطبه برسائل ساخرة بشكل احترافي.
سيتكوم زاكي الخفة الذي تقدمه القناة الأولى على السادسة والنصف مساء أثار اهتمامنا وسط تراكم الإنتاجات خلال رمضان وتكرار الأسماء التي عمرت بالتلفاز لسنوات بل لعقود خلت.
فأول مايلاحظ هو الإنتاج الذي يرقى بذوق المشاهد ويحترم ذكاءه فبعيدا عن الديكور الواحد وشح الإمكانات التي تؤثر سلبا على السيتكومات، نلتقط في زاكي الخفة تنويع فضاءات التصوير من مشاهد داخلية وأخرى خارجية، ورصد متناقضات الغنى والفقر بذكاء، إذ جرى تصوير مشاهد لعائلة غنية دون إغفال التفاصيل إذ التقطت مشاهد الغني عبر السيارات الفارهة والفيلات وحتى الأكل والشرب وطريقة اللباس، وجرى حبك السيناريو بدقة لتمرير رسائل مشفرة تعالج أعطاب المجتمع بذكاء ساخر.
وفي الوقت الذي جسد الإنتاج إمكانيات مهمة لتصوير مشاهد الغنى بتفاصيل دقيقة بشكل ممتع للعين، جري الانتقال بالمشاهد، في زاكي الخفة، الذي جسد دوره الممثل القدير البشر واكين باحترافية، إلى أسرة فقيرة تعيش العوز لكن الأحداث المتسلسلة تجعلها مرتبطة بالأسرة الغنية ليجري رصد التناقض بسخرية تحترم ذكاء المغاربة، إذ تم الحرص في كل حلقة على تقديم عينات من المجتمع بشكل فني كوميدي مقبول وبسيط في متناول الجمهور الواسع.
وكأي سنة يجري فيها تقييم البرامج والسيتكومات نجد عموما الغث والسمين، والمفيد برسائل ترصد أعطاب المجتمع والتافه الذي يكرر نفسه.
نجد أن سيتكوم زامي الخفة يحترم أذواق الكثير من المشاهدين رغم أن الأذواق لا تناقش فكل مشاهد يبحث عما يمتعه ويتماشى مع ذائقته الفنية واهتماماته ومستواه الثقافي، غير أنه لايمكن نكران مجهود محترم بسيتكوم زاكي الخفة وإمكانيات كبيرة وفرتها شركة الإنتاج احتراما لذكاء المشاهد المغربي.
هناك مجهود مبذول في القناتين لا يمكن انكاره على مستويات الانتاج والابداع وتنويع المواد وغير ذلك ، لكن من الضروري اعادة النظر في سياسة التلفزيون الانتاجية.