تسجيل صوتي يهز القضاء واستئنافية البيضاء

هزّ تسجيل صوتي يوثق لتدخل مسؤولة قضائية كبيرة في ملف مطروح على القضاء، (هزّ) المنتسبين لقطاع العدالة وخلق سجالا واسعا فيما بينهم، خاصة محكمة الاستئناف بالبيضاء التي ذكر رئيسها في التسجيل الصوتي.

الواقعة التي تأتي أيام فقط على فضيحة اعتقال قاض متلبس بتلقي رشوة، كشفت تفاصيل مثيرة عن كيفية الضغط في بعض الملفات الرائجة بالمحاكم وتسخير القضاء لمصالح شخصية.

فحسب التسجيل الذي تتوفر عليه “الوسط”، والمعطيات التي استقتها هذه الأخيرة من عدة مصادر قضائية، فإن المسؤولة التي تدخلت من أجل الضغط على قضاة في ملف رائج، هيّ مستشارة بمحكمة النقض، والمسؤولين اللذين تدخلت للضغط عليهما هم قاض ورئيس غرفة بإحدى محاكم الدار البيضاء.

ومن خلال التسجيل الذي اطلعنا عليه، يتبين أن المسؤولة تعاتب بشدة، القاضي لأنه أخر النظر في ملف كانت قد طلبت منه البث فيه لصالح أحد أطرافه وعدم تأخيره، وعندما يجيبها القاضي بكون التأخير كان تلبية لطلب دفاع الطرف الثاني في القضية ترد عليه بكون القاضي له السلطة التقديرية في اعتبار الملف جاهز أو لا أونه كان بإمكانه عدم تأخيره لكنه لم يضع لما طلبته منه اعتبار، في إشارة إلى تواصل سابق بينهما.

المسؤولة التي كانت تحتاط في مكالمتها، التي دامت 29 دقيقة، من قول كل شيء، حاولت تبرير تدخلها بكونها تريد حماية والدة أحد أطراف الملف من محامية تريد النصب عليها، وأن هذه المحامية، والتي أكدت مصادر أنها تنتمي لهيئة المحامين بالدار البيضاء، “لها سوابق في النصب على متقاضين والوساطة في الارتشاء”، قبل أن يؤكد لها القاضي الذي ينظر في الملف ما قلته على المحامية وأضاف أنه “سبق توقيفها بسبب تبادل الضرب مع زميلة أخرى لها في ردهات المحكمة حول ملف ما”.

ذات المسؤول القضائية حاولت الضغط على القاضي الذي كانت تتحدث إليه بوسائيل، غير المباشرة، من أجل التراجع على قرار تأخير الملف إلى شهر شتنبر، أي إلى ما بعد العطلة القضائية، وأقحمت في ذلك أحد المغاربة اليهود النافذين، الذي قالت إن أم طرف في الملف تشتغل لديه !

التسجيل المذكور “نوض قربالة بين المحامين وبالقضاة”، حسب تعبير مصدر مطلع والذي أضاف ” دبا هذا غير لي بان في مكالمة تحاول فيها المسؤولة أن تكون محتاطة وألا تقول كل شيء، فما بالك بما يقع في التواصل المباشر؟”

وأضاف المصدر “حشر محامية بذلك الشكل، وإن كنا لا نبرئ أحدا، هو فقط غطاء لما تريده هذه المسؤول، وهو الضغط على القاضي الذي ينظر في الملف ورئيس الغرفة لكي يفعلا ما تريده هي ويصدرا القرار الذي ترغب فيه بخصوص هذا الملف”، معتبرا (المصدر) أن “المسؤولة أساءت للقضاء ولكل للمحامين ولنفسه بهكذا تدخل فاضح في ملف رائج للقاضي كامل الاستقلالية في تقرير ما يراه مناسب فيه”.

وسيكون للتسجيل الصوتي مابعده حاصة وراء العيد.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *